في عصر تزاحم فيه المحتوى على شاشاتنا، أصبح التحدي الحقيقي ليس في “الوصول إلى الجمهور”، بل في “الوصول إلى الإنسان”. إنّ العلامات التجارية التي تكتفي بسرد المزايا والعروض، تغفل عن جوهر لا غنى عنه: المشاعر. والمحتوى الذي لا يلمس مشاعر المتلقي، لن يترك فيه أثرًا، مهما بلغت فصاحته أو جمال تصميمه.
فما الذي يجعل رسالة تسويقية تُحفَر في الذاكرة؟ ولماذا ننسى كثيرًا مما نقرأ ونشاهد، لكننا لا ننسى شعورًا لمسنا في لحظة صدق؟
1. الفارق بين المحتوى التجاري والمحتوى الإنساني
المحتوى التجاري يقول لك: “اشترِ الآن”.
أما المحتوى الإنساني، فيقول لك: “أنا أفهمك… وهذه مشكلتك، وهذا ما قد يخفف عنك”.
الفرق بين الاثنين ليس مجرد أسلوب، بل رؤية. الأول يوجّه سهامه نحو “المحفظة”، والثاني يوجّه بصره نحو “القلب”. ومن هنا، تُبنى الولاءات العميقة، لا فقط الصفقات السريعة.
2. افهم وجع جمهورك قبل أن تعرض الحل
ما الذي يقلق عميلك فعلًا؟ ما الذي يُبقيه مستيقظًا؟
قبل أن تكتب جملة واحدة في إعلانك أو منشورك، ابدأ من هناك.
إذا بدأت من الألم، ستصل إلى التعاطف. وإذا بدأت من التعاطف، سيُفتح لك باب الثقة.
3. الصدق لا يُصمّم… بل يُستحضَر
أقوى الرسائل التسويقية لا تحتاج إلى زخرفة لغوية، بل إلى نبرة صدق. قل ما تعنيه. لا تَعِد بما لا تنوي فعله. لا تُجمّل ما لا يستحق التجميل. في زمن الضوضاء، البساطة الصادقة تبرز وحدها.
الخاتمة:
لا أحد يتذكر محتوى باردًا أو إعلانًا صاخبًا بلا روح. لكن الناس تتذكّر جيدًا الرسائل التي جعلتهم يشعرون بأن هناك من “يفهمهم”.
في تسويقك القادم، اسأل نفسك قبل أن تضغط “نشر”:
هل هذه الرسالة تُباع… أم تُشعَر؟
فإذا كانت تُشعَر… فقد بدأتَ الطريق الصحيح نحو بناء علاقة حقيقية، لا مجرد إعلان مؤقتhttp://كيفية كتابة محتوى مؤثر