تسويق – 9 مايو 2025
في زمن التكنولوجيا المتسارعة، والمحتوى المتجدد كل ثانية، قد تظن أن العميل لا يلتفت للماضي. لكن المفاجأة؟ ما يحرك مشاعره حقًا… هو ما عاشه من قبل.
وهنا يظهر مفهوم قوي وذكي: تسويق الحنين (Nostalgia Marketing).
إنه الأسلوب الذي يجعل العميل يبتسم دون أن يشعر، لأنه تذكّر لعبة طفولته، أو إعلانًا قديمًا، أو صوتًا من التسعينيات.
لكن لماذا يُعد هذا النوع من التسويق فعالًا جدًا؟ وكيف تستخدمه علامتك التجارية بذكاء؟
ما هو تسويق الحنين؟
تسويق الحنين هو استراتيجية تعتمد على استحضار ذكريات الماضي الإيجابية، سواء من الطفولة أو سنوات المراهقة أو بدايات الإنترنت، لخلق رابط عاطفي قوي بين العميل والعلامة التجارية.
الهدف؟ ليس فقط البيع… بل إعادة إحياء شعور قديم يجعل العميل يشعر بالدفء والانتماء.
لماذا تسويق الحنين فعّال جدًا؟
- العاطفة أقوى من المنطق
العملاء لا يتذكرون العروض، لكنهم يتذكرون كيف جعلهم الإعلان يشعرون.
والحنين يُحرّك أعمق المشاعر: الاطمئنان، الأمان، البساطة. - الهروب من الواقع السريع
في عالم مليء بالتوتر والمعلومات، يجد الناس راحة في كل ما يربطهم بـ”أيام زمان”.
لذلك، تسويق الحنين يمنحهم لحظة توقف وسط الزحام. - يعزز الولاء طويل المدى
عندما تثير ذكريات جميلة في ذهن عميل، فأنت لا تبيع منتجًا فقط… بل تصنع رابطًا إنسانيًا طويل الأمد.
أمثلة شهيرة على تسويق الحنين
- Pepsi أعادت تصميم عبواتها بشكل مستوحى من الثمانينيات، والنتيجة؟ ارتفاع كبير في المبيعات في فئة الشباب الذين لم يعيشوا تلك الحقبة لكن أحبوا أجواءها.
- LEGO أعادت إطلاق مجموعات قديمة تحت اسم “Retro Collection”، مما أعاد جذب الآباء… وأولادهم.
- Netflix استخدمت هذا الأسلوب ببراعة في إنتاج مسلسل مثل Stranger Things، الذي جمع جمهور الألفية بجو موسيقي وبصري من الثمانينات.
كيف تستخدم تسويق الحنين في علامتك التجارية؟
- استدعِ لحظة زمنية محبوبة
اختر فترة زمنية يحبها جمهورك المستهدف. هل تتوجه لجيل التسعينات؟ إذًا فكر في الموسيقى، الرسوم المتحركة، أو صيحات الموضة من تلك الفترة. - أعد إحياء منتج أو تصميم قديم
إعادة إصدار تصميم قديم لعبوتك أو تغليفك قد يكون كافيًا لخلق موجة حماس على السوشيال ميديا. - اصنع محتوى “ترجع بيه الزمن”
منشورات فيها صور من أرشيفك، أو مقارنات “وقتها ودلوقتي”، أو حتى حملة اسمها: “فاكر لما كنا…؟” - استخدم الأصوات والمرئيات المناسبة
الموسيقى، الألوان، حتى الفلاتر في التصوير… كلها عناصر تُعيد العميل تلقائيًا إلى ذكرياته.
متى لا تستخدم هذا الأسلوب؟
- عندما تستهدف جمهورًا شابًا جدًا لم يعش تلك الحقبة ولا يرتبط بها.
- إذا كان منتجك حديثًا أو تكنولوجيًا جدًا، فقد يُسبب تعارضًا بين الرسالة والمظهر.
الخاتمة
الحنين ليس فقط شعورًا… إنه جسر. جسر يربط بين الماضي والحاضر، وبين العميل والمنتج.
إذا استخدمته بحكمة، فإنك لا تبيع… بل تُعيد إحياء ذكريات وتبني ولاءً لا يُنسى.
تذكّر: أحيانًا، أفضل طريقة للمضي قُدمًا في التسويق… هي الرجوع خطوة للوراء نحو ما جعلنا نبتسم قديمًا.http://أفكار تسويقية تثير المشاعر وتدفع للشراء