تسويق – 12 مايو 2025
بينما تبني معظم الحملات التسويقية نجاحها على الاتساق والوضوح، هناك أسلوب آخر أكثر غرابة… لكنه لا يقل قوة:
تسويق العشوائية المدروسة (Planned Randomness Marketing).
هو فن تقديم مفاجآت غير متوقعة، تبدو عشوائية… لكنها في الحقيقة مُخططة بعناية لجذب الانتباه، وإثارة التفاعل، وخلق تجربة فريدة لا تُنسى.
ما هو تسويق العشوائية المدروسة؟
هي استراتيجية تُستخدم فيها مواقف مفاجئة، أو محتوى غير متوقع، أو عروض خارج النمط المعتاد، لكسر روتين التواصل التقليدي مع الجمهور، وتحفيز الفضول والتفاعل.
لا تُبنى على الفوضى، بل على تخطيط دقيق لكسر الرتابة.
لماذا تنجح العشوائية أحيانًا أكثر من المنطق؟
- العقل يلتقط ما هو غير متوقّع
العقل البشري يفلتر المعلومات الروتينية تلقائيًا، لكنه ينتبه فورًا لأي شيء غير مألوف أو خارج السياق. - المفاجأة تخلق ارتباطًا عاطفيًا
عندما يُفاجَأ العميل بطريقة ذكية أو فكاهية أو حتى غريبة، تتكون لديه ذكرى أقوى ترتبط بالعلامة التجارية. - تزيد فرص المشاركة الفيروسيّة
الجمهور يحب مشاركة الأمور الغريبة أو الطريفة أو غير المتوقعة… حتى لو لم تكن مرتبطة مباشرة بالمنتج.
أمثلة واقعية على تسويق العشوائية المدروسة
- IKEA
في أستراليا، وضعت إعلانًا داخليًا في مصعد يعرض غرفة معيشة كاملة وكأنها غرفة حقيقية. المفاجأة؟ الإعلان التفاعلي حقق أكثر من 3 مليون مشاهدة خلال أيام. - Burger King
غيّرت تغليف بعض وجباتها عشوائيًا بعبوات “ماكنولدز” مزيفة، وطلبت من العملاء نشر ردود أفعالهم. العشوائية كانت مقصودة… والتفاعل كان هائلًا. - Spotify
أطلقت حملة بعنوان: “To the person who played ‘I Will Survive’ 45 times on Valentine’s Day… you ok?”
حملة مبنية على بيانات حقيقية، لكن صيغتها الغريبة أثارت ضجة إيجابية.
كيف تطبق تسويق العشوائية بذكاء؟
✅ لا تُكرر نفس النوع من المحتوى كل مرة
اكسر الروتين بمنشور مفاجئ، صورة غير متوقعة، أو حتى تعليق ساخر.
✅ استخدم بيانات جمهورك بطرق غير تقليدية
مثلًا: أكثر منتج تم شراؤه في وقت غير مألوف؟ اجعله موضوع منشور ساخر أو مفاجئ.
✅ أدخل عنصر “اللا توقّع” في العروض
مثل خصم عشوائي يظهر عند إتمام الشراء، أو منتج مجاني يتغير كل يوم بدون إعلان مسبق.
✅ ادمج الفكاهة أو العبثية في بعض الحملات
طالما تحترم جمهورك، يمكن أن تكون الغرابة وسيلتك لتكوين علاقة ودية معهم.
متى لا تستخدم هذا الأسلوب؟
- إذا كانت علامتك تقوم على الجدية أو الرسمية
- عندما تكون في موقف حساس (أزمة، رد على شكوى)
- إذا كنت تستهدف جمهورًا تقليديًا لا يحب المفاجآت
الخاتمة
في عالم مشبّع بالتكرار، يصبح اللا متوقّع أكثر حضورًا من المعتاد.
تسويق العشوائية المدروسة ليس مجرد فوضى… بل ذكاء في خلق لحظة يُوقف فيها العميل التمرير، يبتسم، ويقول:
“دي شركة دمّها خفيف… عايز أعرف هما بيعملوا إيه كمان؟”
فهل تجرؤ علامتك على كسر التوقع… في المرة القادمة؟http://أفكار تسويقية خارج الصندوق لتفاعل أعلى