كثير من العلامات التجارية تقع في خطأ متكرر: تبدأ حملاتها التسويقية مباشرة بمحاولة البيع، وكأن العميل مستعد من اللحظة الأولى لإخراج بطاقته الائتمانية. لكن الحقيقة أن رحلة العميل تبدأ قبل الشراء بوقت طويل، وأي تجاهل لهذه الرحلة يعني فقدان ثقة وفرصة لا تُعوّض.
عندما تضع العلامة التجارية “البيع” كأولوية أولى، تفقد الرابط الإنساني مع جمهورها. العميل في البداية لا يبحث عن المنتج فقط، بل يبحث عن قيمة، عن فهم لمشكلته، وعن إحساس بالاطمئنان أن هذه العلامة تعرفه وتقدّر احتياجاته. وهنا تظهر أهمية “بناء القيمة قبل البيع”.
كيف يتحقق ذلك عمليًا؟
- المحتوى التوعوي: قدّم معلومات مفيدة تحل مشكلة أو تجيب عن تساؤل لدى جمهورك، حتى قبل أن يفكر في الشراء.
- التجارب المجانية أو العروض التوضيحية: أعطِ العميل فرصة لتجربة الخدمة أو المنتج بدون مخاطرة، ليشعر بالثقة قبل اتخاذ القرار.
- إبراز قصص العملاء السابقين: الشهادات والتجارب الحقيقية هي أقوى وسيلة لإقناع العميل بأن القيمة موجودة بالفعل.
- الشفافية في التواصل: وضّح المميزات والقيود معًا، فالعميل يثق بالعلامة التي لا تُخفي العيوب.
الخاتمة:
التسويق ليس سباقًا نحو البيع السريع، بل هو عملية بناء ثقة ممتدة. حين تضع القيمة في المقدمة، يصبح البيع نتيجة طبيعية لا تحتاج إلى إقناع زائد. والفرق بين علامة تجارية قصيرة العمر وأخرى راسخة في السوق يكمن في هذا السؤال: هل تسعى فقط للبيع… أم لبناء قيمة تدوم؟http://أخطاء شائعة في الحملات الإعلانية وكيف تتجنبها